ألبوم الصور
مركب صيد
قائمة المراسلات
اشتراك
انسحاب
3269663
رسالة عبرَ القرون
السيد أحمد الماجد - 1 / 12 / 2011م - 4:40 ص

عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب أبي الأحرار سيد الشهداء سلام الله عليه وعلى دمه المسفوك فداء للوحي والرسالة.
أهديكم هذه الحروف المتواضعة تعزية مني في أيام الحداد التي نعيشها مع وريث المصاب الأول الحجة ابن الحسن..

 
رسالة عبرَ القرون
 
أيـا طـفُّ يــا مـفـرداتِ السـمـاءْ
رأيـنــاكِ فـجــراً ومـــا أجـمـلــه
 
عرفـنـاكِ كـفــاً تـحــبُّ الـعـطـاءْ
وتُعـطـي السنـابـلَ مِــنْ سُنْـبـلـهْ
 
عرفـنـاكِ روحــاً تجـيـدُ الرحـيـلْ
وتحـيِـيْ الـوجـودَ وتـشـرقُ لَـــهْ
 
بكيـنـاكِ حـتــى فهـمـنـا الـبـكـاءْ
صـحـائـفَ حـــرنٍ بـــلا تكـمـلـه
 
قرأنـاكِ عشقـا سـمـا بالشـعـورْ
ســقــاهُ الإلــــهُ و قــــد أثـمـلــهْ
 
قـرأنـاكِ لـمَّـا ضلـلـنـا الـطـريـق
فبانـتْ دمـوعُ الهـدى الموصلـه
 
قرأنـاكِ حتـى عشقنـا السـطـورْ
و صـــرتِ لأشـعـارنـا بَـوْصَـلــه
 
و كنـا عـلـى كــل حــرفٍ نسـيـرْ
نـغــوصُ بـأحـزانـكِ الـمـوحِـلـه
 
أيــا رحـلـة ً تـعـبـرُ المستـحـيـلْ
و يغـدو بهـا المـوتُ مـا أسهلـه
 
ورثنـاكِ كـونـاً مــن التضحـيـاتْ
تـدلـى عـلـى الأرضِ مــا أثقـلـهْ
 
يعـزي بـهِ اللـيـلُ فــوق النـهـارْ
و آخــــرُهُ قـــــد نــعـــى أوَّلـــــه
 
و قد طبقَ الأرضَ لـونُ السـوادْ
فمـا أعظـمَ الحـزنَ مــا أطـولـه
 
أيـا طـفُّ يـا ملحـمـاتِ الـدمـوعْ
أيــــا خـافـقــاً عِـشْــقُــهُ بـلَّــلَــه
 
إذا راقص القلب اسـم الحسيـن
تـشـظَّـتْ موسـيـقـاهُ بـالـزلـزلـه
 
لتـوحـي لــه تـلـكـم الملـحـمـاتْ
مـجــازاً مــــن الآهِ والـحـوقـلـه
 
و بعـد الوضـوءِ تصلـي العيـونْ
و يغـدو بهـا الطـرفُ كالبسملـه
 
وتوحـيْ لنـا الطـفُّ أنَّ الحسيـنْ
ســـراجُ الإلـــهِ الـــذي أشـعـلـه
 
عجـزنـا بــأن نفـطـمَ الـذكـريـاتْ
و ننـسـى البطـولـةَ و المرجـلـه
 
أيــا طــفُّ يــا مـركــزاً للـخـلـودْ
سقـيـتِ الـكـتـابَ و مـــن رتـلــه
 
هـنـاكَ و قــد طوقـتـكِ الـقــرونْ
بـطـوقٍ مــن الفـكـرِ والأسـئـلـه
 
هـنـاكَ وحـيـث تمـيـلُ السـيـوفْ
علـى مفـرداتِ الهـدى المُنـزَلـه
 
و تسقطُ فوقَ الرمـالِ الحـروفْ
إذِ الوحـيُ يبكـي علـى المَنـزِلَـه
 
إذ الشمسُ تمشي لحيثُ المغيبْ
فمـن أطفـأ الـضـوءَ مــن كبـلـه
 
إذِ الشمسُ قـد أشرقـت بالدمـاءْ
فمـنْ ضـرَّجَ الصبـحَ مــن بـدّلـه
 
و مَنْ أسكتَ الذكرَ عندَ الصـلاة
و مَـنْ غيَّـبَ الغيـبَ مَـنْ أقفـلَـهْ
 
و من حَرَّمَ الأرضَ رُوْحَ الحيـاة
و مـن سانـد الليـلَ مــن عَجَّـلَـهْ
 
أيـا طـفُّ يــا ذكـريـاتِ الصـمـودْ
ســـــلامُ الـذخــيــرةِ والـقـنـبـلـهْ
 
سـلامٌ مــن الحاملـيـنَ الـسـلاحْ
لـهـذا الـضـيـاءِ ومَـــنْ أشـعـلـهْ
 
سـلامٌ مــن الجـنـدِ والصامـديـنْ
عـلـى تلـكـمُ الـقــدوةِ المـذهـلـه
 
ســـلامٌ أيـــا آيـــة المـشـرِقَـيْـنْ
لـوحـيِ الإبــاءِ ومَـــنْ أرْسَـلَــهْ
 
ســـلامٌ لـقـبـرِ الحـسـيـنِ الـــذيْ
حَـسَـدْتُّ الـتــرابَ الـــذي قَـبَّـلَـهْ
 
سَـأَبْـقَـى أُصَـلِّــيْ عـلـيـهِ كــمــا
تُصَلِّـي الدِّمَـاءُ علـى المِقْصَـلَـهْ
 
عَجنـتُ بروحـي وقلـبـي اسْـمَـهُ
ولا يـقــدرُ الـوقــتُ أنْ يَفْـصِـلَـه
 
وأمي التـي إنْ ذكـرتُ الحسيـنْ
عـلـى نـهـرِ دمــعٍ تـسـافـرُ لَـــهْ
 
سـلامٌ عـلـى عشقـهـا للحسـيـنْ
عـلـى قلـبِـهـا إنْ نـعــى مَقْـتَـلَـهْ
 
علـى خَدِّهَـا حيـثُ مـاجَ الــولاءْ
بـمــاءِ الـدُّمــوعِ الــــذي بَـلَّـلَــهْ